متابعة رئيسة الاعلام المحاور فطن بالوزارة وتكليف مشرفة التوعية الاسلامية أ / نوره صد بكتابة مقال عن ترسيخ العقيدة
ترسيخ العقيدة الصحيحة مهمة التربويين الكبرى لحماية فكر الناشئة

انطلاقاً من برنامج فطن والذي من أهدافه الأساسية معالجة غياب الهوية لدى الناشئة ، وتأكيد الوعي الذاتي وتعزيز القيم الإسلامية ولذلك من أهم المهمات غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الناشئة بأن يعرف من هو ومن أين يستمد مبادئه وتعاليمه ومنهجه في العبادات والمعاملات وكل صغيرة وكبيرة في حياته فديننا الإسلامي سلوكٌ راقٍ ومنهاج حياة فعقيدتنا حتى تكون راسخة لابد من أن تكون سلوك لحياته ضابطة لكل مهمة يقوم بها ليكون لحياته هدف ومعنى .
فإن الناشئة هم الركائز الأساسية في المجتمع إذ عليهم وبسببهم تقوم المجتمعات أو تهبط وهذه المرحلة أخصب مراحل العمر يبني المرء فيها شخصيته ويشق طريقه في معترك الحياة ولذلك أهتمّ الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الفئة وخصها بمزيد من العناية والرعاية فحث الشباب على النشأة في طاعة الله جاء في الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم (سبعةٌ يظلهم في ظله يوم لاظل إلاّ ظله وذكر من أولئك شابٌ نشأ في طاعة الله )
ومن حرصه صلى الله عليه وسلم على شباب أمته أنه حذرهم من التفريط في شبابهم لأنه زمن القوة والاكتمال قال صلى الله عليه وسلم (اغتنم خمساً قبل خمس وذكر منها شبابك قبل هرمك فعدّ عليه الصلاة والسلام زمن الشباب غنيمة وحثّ على تداركها قبل فواتها وذلك لأن تلك المرحلة يستطيع الإنسان أن يحصّل فيها مايعجز عنه بعد فواتها .
لأهمية مرحلة الطفولة والشباب بات من أهم المهمات تنشئتهم تنشئة إسلامية صحيحة وحمايته من أخطار الأفكار الهدّامة والمضللة وأصبح من الضروري علينا معشر المربين والمربيات أن نعمل على انتهاج أفضل السبل لغرس الدّين الصحيح في نفوس الناشئة عقيدةً وسلوكاً إبتداءً من المنزل إلى المدرسة والمجتمع عامة .
دور التربويين عظيم وعليهم تقع مسؤولية تربية الناشئة تربية صحيحة مستقاة من الهدي النبوي علماً وعملاً .
ومن أهمّ مايحمي فكر الناشئة التربية الإيمانية المبنية على العقيدة الراسخة فيربط التربويون الناشئة منذ مرحلة مبكرة بأصول الإيمان وتفهُّم أركان الإسلام وتعليمهم مباديء الشريعة الغرّاء فإذا تحققت هذه التربية بأسسها القويمة وبصفة كاملة وتربى عليها الناشئة وعاشها المجتمع كله واقعاً ملموساً في مجالات الحياة المختلفة،كان لذلك أثره في مواجهة التحديات الحضارية التي يعيشها المسلمون الآن وأعظمها الغزو الفكري بمبادئه الهدّامة وأفكاره المضللة قال الله تعالى (يُريدونَ أن يُطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى اللَّهُ إلاّ أن يُتمَّ نُورَه ولو كره الكافرون )سورة التوبة آية ٣٢
ومتى ماسلمت العقيدة الإسلامية أثمر ذلك سلامة السلوك عند الناشئة وقوي إيمانهم وتهذبت نفوسهم خُلقاً وعملاً ولزموا التقوى في أعمالهم وحصّنوا أنفسهم وحموها من كل مايخالف تعاليم الإسلام ولو صدر منهم عمل مخالف فسوف يبادرون إلى التوبة والعمل الصالح .
وفي عصرنا الحاضر احتار المربون والآباء في معرفة الأسلوب الأمثل في حماية الناشئة من كل فكر هدّام وكل اتجاه مضلل وأدركوا بأن تنمية اليقظة الإيمانية في نفوس المتربين تحفظهم بإذن الله من كل ما هو مخالف لديننا الإسلامي العظيم …فالرقابة الذاتية تجعل الناشئة يستشعرون رقابة الله الرقيب قال تعالى (إنّ اللَّهَ لايخفى عليه شيءٌ في الأَرْضِ ولا في السَّمَاءِ )
سورة آل عمران آية ٥
وهذه المراقبة سوف تكون حارساً أميناً للناشئة وسدّاً منيعاً أمام الباطل تحميهم بإذن الله من الانحراف إلاّ أن بناء هذه الرقابة تتطلب جهوداً تربوية تتظافر فيها الجهات المسؤولة عن تربية النشء وتعليمه بدءاً بالمنزل ومروراً بالمدرسة والجامعة وانتهاء بالمجتمع بجميع مؤسساته المؤثرة فيه .
ولكي نصل لهذه الآثار العظيمة ونتلمس أثرها الإيجابي على صيانة العقول وهو من أهم أهداف برنامج فطن لابد من معرفة الضوابط الشرعية للعمل التربوي وصفات المربي وأثرها على تربية الفرد والمجتمع :
الاعتبار الأول التربية عبادة
إذا كان دافع المربي هو تحصيل الأجر وابتغاء مرضاة الله عز وجل فهذا لن يتحقق له مع مخالفة أمر الله وتجاوز حدوده قال تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولايشرك بعبادة ربه أحداً)سورة الكهف آية ١١٠
الاعتبار الثاني التربية وظيفة شرعية
الاعتبار الثالث التربية القدوة
الاعتبار الرابع المربي تحت المجهر
الاعتبار الخامس التوفيق بيد الله
التوفيق والنجاح ليس مردّه إلى الجهد البشري وحده بل ذلك كله يعود إلى توفيق الله وعونه وتأييده وهذا التوفيق له أسباب من أعظمها وأهمها رعاية العبد لحرمات الله .
نخلص من ذلك أن للعقيدة الراسخة آثار عظيمة إذا تم غرسها وتعاهدها في نفوس الناشئة ومن هذه الآثار مهما مرّ به المسلمون من ضعف أو أزمات أو مآسٍ
أو نكبات نجد أن المسلم لايخالجه شك في عقيدته وصحة مباديء الإسلام إيماناً بالله وتصديقاً برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ويقيناً بالحق في هذا الدّين قال تعالى (فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعُفوا وما استكانوا والله يحبُّ الصابرين )
آية ١٤٦سورة آل عمران
ومن الأصول العظيمة غرس أهمية لزوم الجماعة والاهتمام بها والعمل لمصلحتها فنجد من أساسيات العقيدة وجوب طاعة ولي الأمر قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرسول وأولي الأمر منكم )(٥٩)سورة النساء .فطاعة ولاة الأمر ونصرتهم ومؤازرتهم تحقق أمن البلاد .
قال صلى الله عليه وسلم (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات إلاّ مات ميتةً جاهلية)أخرجه البخاري ومسلم
ذلك أنها تؤدي إلى تماسك المجتمع وترابطه وانتظام أمور الدولة وأحوالها وتسهم في ظهور المجتمع داخل الوطن الواحد بمظهر الهيبة والقوة أمام الأعداء .
من الأسس في عقيدتنا لزوم الجماعة والاهتمام بها والعمل لمصلحتها قال الرسول صلى الله عليه وسلم (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن )أخرجه الترمذي وقال الألباني صحيح
فإذا أصبح ترسيخ العقيدة الصحيحة المهمة الكبرى للتربويين فسننشيء بإذن الله وتوفيقه جيلاً فطناً معتزاً بدينه فخوراً بوطنه الذي شرفه الله بدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم وتحكيم كتاب الله وقيام عقيدة التوحيد الصافية الخالصة فيه مقتدياً بنبيه صلى الله عليه وسلم في حبه لوطنه ودعائه له وتجسيد
حب الوطن بأن يكون كل فرد مواطناً صالحاً يُعبّر عن حبه لوطنه بالعمل المثمر والشعور بالمسؤولية وأداء واجبه والحرص على المصلحة العامة والإخلاص في العمل والتمسك بالعقيدة الإسلامية قولاً وعملاً والدعاء لولاة الأمر بالحفظ والثبات على الحق والنصر والعز المبين وأن يعزهم بالإسلام ويعز الإسلام بهم
وهذه التربية المنشودة التي تحمي عقول الناشئة من كل دخيل يناقض شريعتنا الغراء وهي تستلزم جهداً كبيراً من المجتمع كله وذلك لأن التربية ليست عملية سهلة إنها معاناة وجهد يقوم به المربي والمربّى معاً وتشترك في تحقيق النتيجة المرجوة عناصر أخرى في مقدمتها الإعلام والمنزل والمدرسة والمسجد والعلاقات الاجتماعية وستتم بإذن الله هذه الأمور عندما تُبنى التربية على أسس المنهج القرآني مع الإفادة من الأساليب الحديثة فيما لايناقض قيم الإسلام وفي هذا إسهام حقيقي في حماية وتحصين الناشئة ضد كل الأباطيل والأفكار الضالة نسأل الله العون والسداد وأداء الأمانة على الوجه الذي يرضيه
اللَّهُمَّ فأدم على وطننا _المملكة العربية السعودية_وأوطان المسلمين جميعاً أمنه وأمانه وعزته ورفعته ووفِّق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده وولاة أمور المسلمين لما تحبه الله وترضاه ولما فيه خير العباد والبلاد والإسلام والمسلمين .
مشرفة التوعية الإسلامية بمحافظة خميس مشيط ومدربة معتمدة لبرنامج فطن .
ترسيخ العقيدة الصحيحة مهمة التربويين الكبرى لحماية فكر الناشئة
جمع وإعداد/ أ. نورة عائض آل صد






